هند: شابة في مهمة إحداث ثورة زراعية في اليمن

منذ 7 أشهر

تعز- صلاح الواسعيكانت هند فؤاد، البالغة من العمر 34 عامًا، تعمل كمحاضرة جامعية منذ تخرجها في كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة تعز، قسم المختبرات، عام 2013

عندما اندلعت الحرب في اليمن في 2015، تعرض منزل أسرتها في مديرية صالة بمدينة تعز، للقصف، ما أجبرها وأسرتها على النزوح إلى القرية في مديرية المسراخ

بعد وصولها إلى القرية، بدأت هند تهتم بالزراعة، وكان ذلك بسبب الفراغ بعد النزوح وتوقف عملها كمحاضرة جامعية في المدينة

وجدت هند أرضًا جرداء، وبدأت بزراعة الخضروات بمساعدة أسرتها

بعد ذلك، ذهب كل أفراد أسرتها إلى أعمالهم لكنها صمدت في مجال الزراعة

تقول هند: “بدأت بعمل مساحة بسيطة، واحطتها بأحجار صغيرة ثم زرعتها

بعد ذلك، وسعت المساحة المزروعة، وزرعت أصنافًا كثيرة، أغلبها خضروات

ومع مرور الوقت، كنت أضيف شيئًا جديدًا، وأعمل تنسيقًا مختلفًا إلى أن وصلت إلى هذا الشكل النهائي

ولا زلت أحاول توسيع هذه التجربة

”تقول هند: “الزئبق الأبيض ذو الرائحة العطرة القوية هو أول نبات زرعته في حديقتي، ويُسمى أيضًا نرجس

” بدأت هند تزرع النباتات بشكل عشوائي، لكن مؤخرًا توفر لديها أنواع نباتات لا توجد في اليمن، وجلبت بذورًا جديدة من زيارتها إلى المملكة العربية السعودية

في الوقت الراهن، يبدو منزل هند كواحة خضراء، تُدهش الزوار القادمين من مدينة تعز أو المناطق الأخرى، وأصبح مشروع تجاري، تبيع من خلاله الزهور والبذور والشتلات

وفرت الحديقة بما تحتويه من أصناف الفواكه والخضروات اكتفاءً ذاتيًا للأسرة

تقول هند: “يعد الاكتفاء الذاتي من الخضروات فائدة عظيمة، خاصة أننا نعيش في وقت يكثر فيه استخدام المبيدات في الزراعة، فأصبحنا لا نجد الأمان والسلامة فيما نأكله

”التحدياتواجهت هند تحدي توفير الماء للمساحة الزراعية في منزلها، بخاصة في الأشهر التي يقل فيها هطول الأمطار

والتحدي الثاني هو بعد منزلها من المدينة، حيث تواجه صعوبات في توفير النباتات، وتوصيل الطلبات من القرية إلى المدينة أو العكس

تحدٍ آخر هو عدم وجود خبرة كافية في مجال الزراعة وإدارة المشاريع، لكنها تجاوزت هذا التحدي الآن، وتراكمت خبرتها خلال السنوات الماضية

تحلم هند أن تؤسس شركة تحمل اسم “جرين لاند”، وستكون الشركة الزراعية الرائدة في اليمن، وسيكون لها حضور إيجابي في ربوع اليمن

تسعى هند أن تكون شركتها المستقبلية مهتمة بالنشاط الزراعي، سواء بما هو متعارف عليه أو بأفكار جديدة معاصرة، وتصبح الشركة الوجهة الأولى لكل المهتمين بالزراعة، وكل من له علاقة بالمجال الزراعي

التأثير على المجتمع المحليتشير هند إلى أن تجربتها الزراعية أثرت تأثيرًا إيجابيًا على المجتمع المحيط بها، حيث خلقت نوعًا من الجمال والراحة النفسية، ناهيك عن الفائدة البيئية والصحية الناجمة عن المساحة الزراعية الخضراء والتشجير

تقول لـ “المشاهد”: “آخر نشاط قمت به كان حديقة صغيرة جميلة في مستشفى الثورة بتعز، والتي لاقت استحسان الجميع، وبإذن الله تكون بداية لانطلاقة أنشطة مشابهة

”تؤكد هند أن تجربتها ألهمت وشجعت الكثير في مجتمعها على الانخراط في الأنشطة الزراعية والاهتمام بالمجال الزراعي

تضيف: “أطمح أن يتوسع التأثير ويكبر، وأن يشمل اليمن بأكملها، وأن أقود ثورة زراعية نعيد من خلالها مجد الزراعة في اليمن كما كانت عليه سابقًا

” شاركت هند في “تيديكس كاونت داون” قبل سنتين كمتحدثة، وشاركت في “تيكستارز ستارت أب ويكند”، وفازت بالمركز الثالث في مشروع “بداية” التابع لمنظمة هادف

وفازت في مسابقة “عيد المشاعر” وحصلت على المركز الأول لأجمل بستان مشاقر، كما فازت في مسابقة السلام المناخي، والذي نتج عنه تنفيذ مشروع “الحديقة البلاستيكية” قبل شهر في مستشفى الثورة بتعز

نصيحة للشبابتحث هند كل شاب وشابة على التفكير بشكل إيجابي والخروج من منطقة الراحة، والبدء بمشاريعهم الخاصة، دون التخلي عن طموحاتهم وعملهم الحالي إذا وجد

تختم حديثها: وتقول: “كل ما عليهم فعله هو التفكير في أقرب شيء يمثلهم، وفي أكثر شيء يفضلون العمل به

فالنجاح يبدأ بفكرة، يليها سعي وعمل

”ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير