هوس المال على حساب أرواح اليمنيين.. صراع الأجنحة الحوثية على المنهوبات يمتد إلى الأدوية

منذ 2 سنوات

عمدت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا، منذ انقلابها على السلطة الشرعية في خريف 2014، على استغلال المؤسسات الحكومية الواقعة تحت سيطرتها، لجني الأموال بطرق غير مشروعة، وبما يتواكب مع مصالحها وأهدافها على حساب أرواح الملايين من اليمنيين

الصراع الخفي بين أجنحة المليشيا الحوثية، على الأموال المنهوبة والنفوذ، أخذ منحى تصاعدياً، ووصل مرحلة التصفيات البينية ومحاولات اغتيال واختطافات متبادلة في المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيين، خلال الفترة الماضية

وحاليا ظهر الصراع بين أجنحة المليشيات الحوثية، في الهيئة العليا للأدوية بالعاصمة صنعاء، وهو ما دفع الدكتور عبدالجليل الرميمة المُكلّف بالقيام بأعمال رئيس الهيئة، للاعتذار عن توليه المنصب، كونه لا يستطيع أداء مهامه

وفي مذكرة حصل عليها المشهد اليمني، طالب الدكتور الرميمة من طه المتوكل، الذي يشغل منصب وزير الصحة في حكومة المليشيات(غير معترف بها)، قبول اعتذاره عن تكليفه بالقيام بأعمال رئيس الهيئة العليا للأدوية، نظرا للمعوقات التي يوجهها أثناء القيام بمهام الهيئة

اقرأ أيضاًمليشيا الحوثي تعلن تعرضها للقصف وتحليق الطيرانتوجيهات عسكرية لقيادة الجيش لردع مليشيا الحوثيرئيس مجلس القيادة يبلغ الأمم المتحدة موقفًا نهائيًا بشأن مليشيا الحوثيناشطون يمنيون يعيدون تداول قصيدة ”المقالح ” التي حذفتها المليشيا الحوثية من المناهج الدراسيةمطار المخا

منفذ جوي جديد يخفف حصار ”تعز” اليمنيةمليشيا الحوثي تعلن مقتل وإصابة 111 شخصا في محافظة عمرانمليشيا الحوثي تعلن عودة تحليق طيران التحالف وتصدر بيانا عسكرياالخارجية الأمريكية توجه خطابا شديد اللهجة لمليشيا الحوثيطارق صالح في نعيه للمقالح: عاش زهو انتصارات سبتمبر ومات موجوعًا بعودة أعدائهااندلاع اشتباكات مسلحة في عمق سيطرة مليشيا الحوثي

ووصول ‘‘أبوعلي الحاكم’’ وتوجيهات من زعيم المليشياتمليشيا الحوثي تلجأ لتغيير خارطة المحافظات اليمنية بالقوة وفرض حدود إدارية جديدةمليشيا الحوثي تشن سلسلة هجمات

ومعارك عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة بين القوات الحكومية والمليشياتوأوضح الرميمة أن يوسف العريقي؛ مدير مكتب رئيس الهيئة السابق الذي تربطه علاقة قرابة بمدير مكتب وزير الصحة محمد شرف، يتحكم بكل المهمام داخل الهيئة العليا للأدوية، ويرفض تسليم الختم، ويستخدمه وفقا لرغباته ومزاجه، مشيرا إلى أن العريقي يرفض الختم حتى على توقيعاته في المعاملات

المذكرة التي بعثها الرميمة تؤكد تفاقم الصراع بين قيادات المليشيات سيما داخل الهيئة العليا للأدوية، والتي أدت إلى تنامي ظاهرة تهريب الدواء، من أجل كسب الأموال بطريقة غير مشروعة، بالإضافة إلى إغراق السوق الدوائية بأصناف مقلدة ومغشوشة غير مطابقة للمعايير الدولية المتعارف عليها عالميا بحسب تأكيدات الخبراء

عمليات تهريب منظمة لأدويةفي أكتوبر الماضي، نشرت المنظمة اليمنية لمكافحة الإتجار بالبشر، وثائق تكشف عن قيام مليشيا الحوثي بـعمليات تهريب منظمة لأدوية وكذا إعادة تعبئة أدوية مجهولة المصدر في أوكار داخل البلاد وطباعة أغلفة ونشرات طيبه بتواريخ حديثة تم شرعنتها

جاء ذلك بعد حادثة حقن الأطفال من مرضى سرطان الدم بأدوية ملوثة، ما أسفر عن وفاة 20 منهم في مستشفى الكويت الجامعي بالعاصمة صنعاء، الذي تسيطر عليه وتديره الميليشيات الحوثية، وهي الحادثة التي لاقت صدى إعلامياً واسعاً، وسلطت الضوء على تدمير الحوثيين لقطاع الصحة والدواء

المنظمة دعت حينها، إلى فتح تحقيق أممي مستقل في جريمة مقتل وإصابة عشرات الأطفال من مرضى السرطان، ومحاسبة المتورطين فيها أمام المحاكم المحلية والدولية وإقالتهم من مناصبهم، مؤكدة أن مليشيا الحوثي حوالة إخفاء الجريمة وتعمل على التلاعب والمتاجرة بمآسي وأوجاع المرضى بكل وحشية وانتهازية متجردة من الإنسانية

وأكدت المنظمة اليمنية لمكافحة الإتجار بالبشر، أن هذه الجرائم تشكل جانبا من مآسي وبشاعة الحرب التي تفتك باليمنيين في ظل تنامي العصابات الإجرامية التي لا تتورع عن اثخان أوجاع اليمنيين واستغلال قيادات المليشيا لهذه الأوضاع لزيادة الإثراء غير المشروع على حساب أوجاع وأرواح أطفال ونساء ورجال اليمن

وتحاول مليشيا الحوثي التستر على الصراع بين قياداتها في السوق الدوائية، من خلال نشر شائعات تتهم شركات الأدوية باحتكار وإخفاء الأدوية للمضاربة بأسعارها، وفي نفس الوقت يفاوض وزير الصحة في حكومة الانقلاب منظمة الصحة العالمية لشراء المساعدات الدوائية من الشركات التابعة له ولجماعته

ووفقاً لمصادر في قطاع الصحة الذي تسيطر عليه المليشيات الحوثية، فإن قيادات حوثية بارزة على رأسهم (أحمد حامد، وطه المتوكل، ومحمد الغيلي ) تفرض سيطرتها على القطاع الصحي وشركات الأدوية الطبية في العاصمة صنعاء

ويتهم تجار الأدوية وملاك الصيدليات قيادات حوثية في وزارة الصحة بحجز بضائعهم ومصادرتها بحجج مختلفة، مثل انتهاء فترة صلاحياتها، أو دخولها عبر التهريب، أو عدم مطابقتها للشروط والمعايير، وجميعها اتهامات غير منطقية الغرض منها ابتزاز التجار