وادي بني خولان بتعز.. انتشار القات واختفاء الخضروات
منذ 2 سنوات
تعز – المشاهد كان وادي بني خولان في منطقة يفرس بتعز (جنوب غربي اليمن)، مشهورًا بزراعة الفواكه والخضروات قبل اندلاع الحرب في اليمن عام 2015، حيث تكسو الخضرة الوادي طوال العام، ويعد من أكثر الوديان خصوبة في تعز
اليوم، لا زال الوادي مخضرًا، لكن محاصيل الفواكه والخضروات تلاشت إلى حد كبير خلال السنوات الماضية
استبدل المزارعون الفواكة والخضروات بأشجار القات، وأصبح وادي بني خولان من أكبر الوديان التي تزرع نبتة القات في محافظة تعز
شاكر الخولاني، مواطن في وادي بني خولان، يقول لـ «المشاهد» إن زراعة الفواكه والخضروات والحبوب كانت سائدة في الوادي قبل اندلاع الحرب، وبعد نشوب الصراع في اليمن بدأ المزارعون بالتخلي عن زراعة الحبوب والمحاصيل الأخرى لأن مردودها المالي لم يكن كافيا، الأمر الذي دفع المزراعون إلى غرس شجرة القات، حيث يعتقدون أن زراعتها أسهل والفوائد المالية أكبر
يشير الخولاني إلى أن شجرة القات انتشرت بكثرة في منطقة يفرس بتعز، وأصبحت الأكثر انتشارا في وادي بني خولان
يضيف: “أن من أسباب لجوء المزارعين إلى غرس شجرة القات بدلا عن الفواكه والخضروات هو ارتفاع تكاليف الأسمدة الزراعية الخاصة بتلك المحاصيل
عند زراعة الفواكه والخضروات لا يستطيع المزارع الحصول على المبلغ الذي تم انفاقه، وبالتالي بدأ الاهتمام بزراعة القات”
خالد مدهش، مزارع في وادي الخولاني بتعز، يقول لـ «المشاهد» إن التدهور الاقتصادي في اليمن أثر سلبًا على العمل في المجال الزراعي، حيث ارتفعت أسعار الأسمدة، مشيرًا إلى أن بيع المحاصيل مثل الفواكه والخضروات لم تعد مربحة، ولم يستطع هو وأمثاله الاستمرار في زراعة تلك المحاصيل دون الحصول على المردود المالي المناسب
مكاسب مادية أكثر في وقت أقليحقق العديد من مزارعي القات عائدات مالية كبيرة، إذ تتميز زراعة القات بخصائص عدة، أهمها أنها تستغرق بضعة أشهر فقط لجني المحصول، بينما تتطلب أشجار الفاكهة من ثلاث إلى خمس سنوات، ويستطيع المزارع قطف القات عدة مرات في السنة فيما يتم قطف ثمار الفاكهة مرة واحدة فقط كل عام
يقول أحمد الشبيلي، مزارع بوادي بني خولان بتعز: “كنت أزرع الفواكة والخضروات، وكان زراعة تلك المحاصيل تتطلب جهدًا أكبر وفترة زمنية أطول لكي ابيع المحصول، وبمقابل مادي أقل
بعد أن زرعت القات، بذلت جهدا أقل، وأصبح الحصول على مردود أسرع، وفي كل شهر أحصل على مردود مالي كبير”
يؤكد الشبلي أن زراعة شجرة القات لها تأثيرات سلبية على المواطن والأرض كون المزارع يستخدم أسمدة ومبيدات سامة، لكن المحصول المالي يحسن من معيشة المزارع
أزمة المياه في الشتاءيشهد وادي بني خولان في فصل الشتاء أزمة مياه، حيث يسقي المزارعون أشجار القات بكثرة، بحسب نعمان حسان، مواطن في منطقة يفرس بتعز
يقول حسان لـ«المشاهد»: “بعض الآبار في وادي بني خولان ينعدم فيها في فصل الشتاء نتجية الاستخدام المفرط للماء لسقي شجرة القات”
ويوضح نعمان أن مشكلة شحة المياه لم موجودة قبل انتشار شجرة القات في الوادي، حيث لم تستنزف زراعة الخضروات والفواكه المياه كما يفعل القات اليوم، ويؤكد أن منسوب المياه بدأ بالانحسار منذ أن بدأت زراعة القات في وادي بني خولان
تشير دراسات إلى انتشار ظاهرة الحفر العشوائي للآبار في مناطق زراعة القات، ويتم حفر الآبار دون وضع حسبة معينة للمسافات التي يجب أخذها في الحسبان قبل الحفر، وهذه الظاهرة قائمة في منطقتي وادي البركاني ومديرية ماوية في محافظة تعز التي تعاني من شح المياه بسبب زراعة القات
ووفقًا للبنك الدولي، ينحسر توافر المياه في اليمن سنويًا، ففي عام 1990 حصل 71 % من السكان على المياه، وفي عام 2010، تراجع هذا الرقم إلى 65 %
ويعد معدل توافر المياه للفرد في اليمن الأقل في المنطقة والعالم، إذ يبلغ نصيبه 80 مترا مكعبًا في السنة، وهذا الرقم منخفضا مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 2,500 متر مكعب، وبالمتوسط الإقليمي البالغ 1,000 متر مكعب
تشير بيانات الجهاز المركزي للإحصاء سنة 2017 إلى أن القات يحتل المرتبة الثانية من حيث المساحة المزروعة في اليمن، وتقدر سنويا بحوالي 1
5 مليون هكتار، وتبلغ مساحة زراعة القات نسبة 16 % من إجمالي المساحة الزراعية
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير