والدة ممرضة هندية محكوم عليها بالإعدام في اليمن تناشد عائلة الضحية العفو عنها
منذ 20 ساعات
ناشدت والدة الممرضة الهندية، نيميشا بريا، المحكوم عليها بالإعدام في اليمن بتهمة قتل وتقطيع جثة مواطن يمني في عام 2017، عائلة الضحية منح ابنتها العفو، في وقت لا تزال فيه جهود الوساطة قائمة رغم رفض أهل القتيل عروض التعويض المالي
وكان من المقرر تنفيذ حكم الإعدام بحق بريا في العاصمة صنعاء يوم 16 يونيو، قبل أن تقبل النيابة العامة في صنعاء التماساً في اللحظات الأخيرة تقدمت به والدتها، بريما كوماري، التي وصلت إلى اليمن لمتابعة القضية ودعم ابنتها المحتجزة منذ ثماني سنوات
وقالت كوماري، في مقابلة من صنعاء مع صحيفة ذي ناشيونال، إن ابنتها تعيش حالة توتر شديدة بسبب الشائعات المنتشرة حول القضية، وأضافت: أنا فقط أطلب منهم أن يغفروا لابنتي حتى تحصل على فرصة للحياة
وتواصل كوماري إرسال رسائل يومية إلى ابنتها عبر الهاتف في السجن، تشجعها فيها على التحلي بالشجاعة والصلاة والثقة في الله، وتحذر من الانسياق خلف الأخبار الكاذبة التي تؤثر على حالتها النفسية وتعرقل مسار الوساطة
وكانت وسائل إعلام هندية قد أفادت مؤخراً بإلغاء الإعدام، مستندة إلى تصريحات زعيم روحي يشارك في الوساطة، إلا أن عائلة الضحية، طلال مهدي، نفت ذلك بشدة، وطالبت السلطات اليمنية بتحديد موعد جديد لتنفيذ الحكم، معتبرة أن الجريمة التي ارتكبتها بريا تجاوزت كل حدود الإنسانية، وفق تعبيرهم
رغم عرض تعويض ماليوقد رفضت عائلة مهدي عرضاً بقيمة مليون دولار كـدية أو تعويض مالي، جمعه أنصار بريا في الهند وخارجها على مدى سنوات، وهو ما يشكل إحدى الوسائل القانونية لوقف تنفيذ أحكام الإعدام في القانون اليمني المستند إلى الشريعة الإسلامية، والتي تنص على أن العفو أو قبول الدية من أهل القتيل وحده كفيل بوقف العقوبة
وقال الناشط الهندي سامويل باسكاران، المشارك في جهود الوساطة في صنعاء: نحن لا ننكر فظاعة الجريمة، لكننا نسعى إلى الرحمة والغفران
لا حل إلا بعفو عائلة مهدي
من جهته، جدّد عبد الفتاح مهدي، شقيق الضحية، رفض العائلة لأي تسوية، مؤكداً في مذكرة رسمية موجهة إلى النيابة العامة اليمنية أن تنفيذ الحكم بات ملزماً قانونياً لجميع الأطراف دون تأخير، مطالباً بموعد جديد للإعدام
خلفية القضيةوصلت نيميشا بريا إلى اليمن عام 2008 للعمل كممرضة في أحد المستشفيات الحكومية، وكانت تبلغ حينها 19 عاماً
لاحقاً، دخلت في شراكة مع طلال مهدي لافتتاح عيادة طبية
وتزعم هيئة الدفاع عن بريا أن مهدي أساء معاملتها واحتجز جواز سفرها، وأنها حقنته بمادة مهدئة في محاولة لاسترجاع وثائقها، ما أدى إلى وفاته نتيجة جرعة زائدة غير مقصودة، بحسب روايتها
لكن السلطات اليمنية اتهمتها بالقتل المتعمد، خاصة بعد العثور على جثة مهدي مقطعة داخل خزان مياه في عام 2017، وأصدرت محكمة في صنعاء حكماً بالإعدام في حقها عام 2020، تم تأييده من قبل مجلس القضاء الأعلى التابع للحوثيين في 2023 بعد رفض الاستئناف
وتنتظر عائلة بريا، إلى جانب داعميها، قراراً حاسماً من عائلة مهدي، وسط ضغوط متزايدة من وسائل الإعلام والرأي العام، وقلق متصاعد من احتمال تنفيذ الحكم في أي وقت