وثائق بريطانية سرية: لندن منعت دخول علي سالم البيض خشية قيادته معارضة يمنية من أراضيها
منذ 11 ساعات
أظهرت وثائق دبلوماسية بريطانية رفعت عنها السرية حديثاً أن الحكومة البريطانية رفضت في نهاية عام 1994 منح الرئيس الجنوبي اليمني السابق علي سالم البيض تأشيرة دخول إلى أراضيها، رغم الطلب الذي تقدم به حينها بصفة مستثمر، وذلك بعد أشهر قليلة من هزيمته في الحرب الأهلية اليمنية ولجوئه إلى سلطنة عمان، وفق صحيفة اندبندنت عربية
وتبين الوثائق، التي تتعلق بمراسلات بين وزارة الخارجية البريطانية وسفارتها لدى مسقط وصنعاء في عامي 1994 و1995، أن قرار المنع جاء على خلفية مخاوف سياسية ودبلوماسية من احتمال استئناف البيض نشاطه المعارض من لندن، ما قد ينعكس سلباً على علاقاتها مع الحكومة اليمنية التي كانت تستعيد توازنها بعد الحرب
ووفقاً للمراسلات، فقد اعتبر وزير الداخلية البريطاني في قراره الصادر بتاريخ 22 ديسمبر 1994 أن وجود البيض في المملكة المتحدة لا يخدم المصلحة العامة، مشيراً إلى أن السماح له بدخول البلاد قد يشجع على إعادة تنظيم المعارضة اليمنية في الخارج، لاسيما عقب تشكيل الجبهة الوطنية اليمنية في لندن خلال تلك الفترة
كما أظهرت البرقيات أن لندن كانت قد منحت البيض قبل ذلك تأشيرة قصيرة للعلاج بعد ضغوط من مسقط والرياض، غير أنها تراجعت لاحقاً بعد تغير الظروف السياسية، إذ لم تعد السلطنة تضغط من أجله، بينما كانت السعودية بصدد ترميم علاقاتها مع صنعاء
وأشارت إحدى المذكرات الداخلية إلى أن استقرار البيض في عمان، وتدهور وضعه الصحي في تلك المرحلة، لم يشكلا مصدر قلق كبير، إلا أن أي انتقال محتمل له إلى لندن كان سيمنحه مساحة أوسع لاستعادة دوره السياسي، وهو ما سعت بريطانيا إلى تجنّبه
وتؤكد الوثائق أن قرار الرفض اتُخذ رغم علم لندن باحتمال لجوء البيض إلى إجراءات مراجعة قضائية للطعن فيه، لكنه حُرم من حق الاستئناف وفق القنوات المعتادة للهجرة
الخطوة البريطانية، التي تم تنسيقها إعلامياً ودبلوماسياً مع سفاراتها لدى اليمن وعمان والسعودية، جاءت لتقطع الطريق أمام محاولة البيض إعادة التموضع السياسي من الخارج في مرحلة اتسمت بحساسية العلاقات اليمنية – البريطانية عقب الحرب الأهلية وتداعياتها