وجه اتهامات لـ مصر.. حميدتي يعلن "مرحلة جديدة" من الحرب ويهدد باجتياح وسط وشمال السودان

منذ يوم

كسر قائد قوات الدعم السريع، الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، صمته الطويل الذي أعقب خسائره في وسط السودان والعاصمة الخرطوم واستعادة الجيش السوداني للقصر الجمهوري في مارس الماضي، ليعود بخطاب مسجّل بث مساء الاثنين، وصف فيه التطورات الميدانية الأخيرة بأنها تمثل بداية مرحلة جديدة في الحرب، متوعداً بمهاجمة مناطق ومدن جديدة في وسط وشمال البلاد، على رأسها مدينة الأبيض في شمال كردفان، والولاية الشمالية التي اعتبرها معقلاً للتيار الإسلامي الموالي لنظام الرئيس السابق عمر البشير

ووجه حميدتي في خطابه رسائل تهديد مباشرة، شملت أيضاً اتهامات متكررة للجيش السوداني باستخدام أسلحة كيميائية ضد قواته، وهو اتهام سبق أن نفاه الجيش

كما وجّه اتهامات مماثلة لمصر بتقديم دعم عسكري مباشر للجيش السوداني، ولمّح إلى دور إريتري داعم للجيش، في وقت اتهم فيه الإسلاميين الإريتريين بدعم المعارضة لنظام الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، أحد أبرز داعمي القوات المسلحة السودانية

وجاء الخطاب في أعقاب معارك شرسة خلال الأيام الماضية شهدتها ولايات شمال وجنوب وغرب كردفان، تمكنت خلالها قوات الدعم السريع من استعادة السيطرة على مدن ومناطق استراتيجية، بينها النهود، الخوي، الدبيبات، أم صميمة، الحمادي، وكازقيل، وألحقت بالجيش خسائر فادحة في الأرواح والعتاد

وفي لهجة وصفت بـالتصعيدية، أعلن حميدتي رفضه الدخول في مفاوضات جديدة مع الجيش، معتبراً أن نهاية الحرب باتت وشيكة وأن الوصول إلى العاصمة المؤقتة بورتسودان أصبح هدفاً ملموساً، وفق تعبيره

ويرى المحلل السياسي السوداني محمد لطيف أن الخطاب حمل نبرة تصعيد واضحة ورسائل موجهة لمناطق بعينها، ما يشير إلى أن حميدتي بات يتحدث من موقع قوة

وأوضح أن انضمام قوات جديدة إلى صفوف «الدعم السريع»، مثل قوات قوى تحرير السودان بقيادة الطاهر حجر، وتحرير السودان - المجلس الانتقالي بقيادة الهادي إدريس، والعدل والمساواة بقيادة سليمان صندل، والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو، منح حميدتي ثقلاً ميدانياً ملحوظاً

وأشار لطيف إلى أن استعادة الدعم السريع لنقطة الربط الاستراتيجية بين غرب السودان ووسطه وشماله يمثل تحولاً مهماً في مسار المعارك، قائلاً: هذا الاتصال الجغرافي يوفّر خطوط إمداد مباشرة ومستقرة، وهو ما افتقده حميدتي سابقاً واضطره للانسحاب من وسط البلاد

كما وصف الباحث السر السيد الخطاب بأنه تعبوي وموجّه بالدرجة الأولى لعناصر الدعم السريع، معتمداً على خطاب ديني ونفسي واضح، تضمن تسريبات ومعلومات استخباراتية حول تسليح الجيش وقواعده وخططه، ضمن استراتيجية الحرب النفسية

ويعكس هذا الخطاب تصعيداً خطيراً في مسار الحرب السودانية، مع ترسيخ تموضع قوات الدعم السريع في إقليم كردفان، وتلميحات واضحة بفتح جبهات جديدة في العمق السوداني، ما ينذر بتوسيع رقعة النزاع وارتفاع الكلفة الإنسانية والعسكرية في الفترة المقبلة