وزير الأوقاف: ثورة 26 سبتمبر انتصرت لليمنيين وستكسر أحلام الحوثي بإعادة الإمامة
منذ 4 ساعات
أكد وزير الأوقاف والإرشاد الدكتور محمد شبيبة، أن ثورة الـ 26 من سبتمبر انتصرت لقيمة الانسان اليمني وهويته بعد عقود من الظلم والاستبداد والجهل والفقر والمرض
واستعرض الوزير شبيبة في حديث لوكالة سبأ، بمناسبة العيد الـ 63 لثورة 26 سبتمبر، ما حققته الثورة السبتمبرية للإنسان اليمني، لافتًا إلى أن مليشيا الحوثي تحاول إعادة انتاج نظام الامامة في اثواب معاصرة وفق النموذج الإيراني
مؤكداً أن الثورة السبتمبرية الأم ستكسر أحلام وأطماع الحوثي وتستعيد الدولة
الإمامة منظومة للإقصاءخلال حكم الامامة التي استمرت 4 عقود ونيف، كان الانسان اليمني يعيش كتابع، وتحدد قيمته بحسب انتماءه المذهبي، حسبما ذكر الوزير شبيبة، والذي اكد ان حكم الإمامة لم يكن مجرّد نظام سياسي تقليدي، بل كان منظومةً تُحيلُ الانتماء الديني-المذهبي إلى معيارٍ للتمايز في الفرص والحقوق، وتُقصي شرائح واسعة من اليمنيين عن المشاركة العادلة في الحكم والإدارة والتعليم
ويقول الوزير شبيبة كان المجتمعُ بطبيعته متديّنًا ومسالمًا، لكن الإطار السياسي آنذاك أضعفَ مبدأ المواطنة المتساوية، ورسّخ فواصل اجتماعية ومناطقية ومذهبية حالت دون قيام دولة حديثة تُعامِلُ المواطنين على قدم المساواة
وأشار إلى أن ثورة 26 سبتمبر جاءت بوصفها تصحيحاً لمسار الاجتماع الوطني، والاعتراف بحق الإنسان اليمني في الوجود، قبل أن تكون تغييرًا في رأس السلطة
26 سبتمبر مفتاح الدولةشدد الوزير شبيبة، على أهمية ثورة 26 سبتمبر لقيمة الانسان، مؤكدًا أن هذه الثورة فتحت الباب لبناء دولة وطنية حديثة تُعرِّفُ اليمنيَّ بصفته مواطنًا لا تابعًا لسلالةٍ أو مذهب، لهذا اختطت الثورة في هدفها الأول هو ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﻣﺨﻠﻔﺎﺗﻬﺎ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺣﻜﻢ ﺟﻤﻬﻮﺭﻱ ﻋﺎﺩﻝ، ﻭﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻕ ﻭﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ
ولفت إلى أن الخطاب الديني الرسمي للدولة لا زال يُذكِّر بقيم سبتمبر القائمة على العدالة، والتعليم، ورفض العصبية، ومقاومة الخرافة باعتبارها الضامن الأوثقُ لتعايشٍ أهليّ سليم
منوهاً بأن الوزارة لأجل ذلك وجهت المنابر لتجديد هذه المضامين، وإحياء معانيها التربوية التي تصون كرامة الإنسان، وتحرم الدم، وتنبذ دعوات التفريق والطبقية التي تسعى مخلفات الإمامة لإحيائها مجددًا بين أبناء البلد الواحد
الحوثية تحاول إعادة انتاج الامامةإن ما تحقق للإنسان اليمني عقب ثورة 26 سبتمبر، حاولت ميليشيا الحوثي الإرهابية القضاء عليه من خلال انقلابها على الشرعية الدستورية وسيطرتها على مؤسسات الدولة بقوة السلاح، وهو ما واجهه ابناء الشعب اليمني بقوة من خلال مقاومة هذه المليشيات الارهابية، واحياء قيم ثورة ٢٦ سبتمبر لدى الاجيال، حتي اصبحت هذه الثورة تتجدد بقيمها واهدافها الواضحة
قال الوزير شبيبة ان الميليشيا الحوثية- بطبيعتها العقائدية المغلقة وانحيازاتها الطائفية لصالح إيران- تحاول إعادة إنتاجَ منطقِ الحكم الإمامي في أثوابٍ معاصرة كالتمييزٌ على أساس الانتماء والموقف، ومصادرةٌ للفضاء الديني العام لصالح تأويلٍ واحدٍ يحتكرُ الحقيقة ويفسِّقُ المخالف ويُخوِّنُه ويكفره ويستبيح دمه وماله، بل ويتنكر للهوية الوطنية الجامعة ويسعى لإعادة صياغة الدولة والمجتمع وفق النموذج الإيراني
وأضاف حين تسطو مليشيا طائفية على مؤسسات التعليم والإعلام والمنابر، وتعلي من شأن الخرافة، وتسنّ التعليمات والبرامج على قاعدة الولاء العقدي السلالي والطائفي لا على قاعدة المواطنة، يعود التعصّب ولو تبدّى بشعاراتٍ جذّابة
وأكد أن هذا ما فعلته الميليشيا الحوثية حيث أعادت تشكيل المناهج والطقوس العامة، وفرضت طقوسًا سياسية بلبوسٍ ديني، وأطلقت حملات تعبئةٍ أيديولوجية في الجيش والمدرسة والسجن والقضاء، وهي ممارساتٌ يومية وثّقتها جهاتٌ دولية متخصّصة برصد الحريات الدينية، وليست مجرد اتهامات خصوم دون دليل
ممارسات تثير التعصب والتطرفالوزير شبيبة تطرق إلى ممارسات ميليشيا الحوثي ضد كل المخالفين لها في الرأي والمذهب، بدءًا بالسلفيين في دماج وعامة المدارس الدينية الأخرى حتى داخل المذهب الزيدي والتي شملت حصار واقتحامات ومُداهمات وقتل وتعذيب واحتجاز وإخفاء قسري، ودعاياتُ تحريضٍ ممنهجة
وبالإضافة إلى ذلك، قال: عمدت مليشيات الحوثي إلى تسييس الفضاء الديني والهيمنة على المنابر والمناهج بما يضيّقُ على التعدّد المذهبي، ويحوِّل المؤسسات الدينية إلى أدوات تعبئةٍ أيديولوجية
وأكد إنّ هذه الممارسات لا تمتّ إلى رسالة الإسلام بصلة، وهي خرق صريح لحقوق كرّمها الشرع قبل أن تُدوِّنها المواثيق الدولية وتقود نحو التعصب والتطرف الذي لا يقف عند حدود الشعور والكلام، بل يطرقُ أبواب المعيشة ويُعطِّل التعليم، ويُهدِّد الأمن الأهلي، ويُشرعن استهداف الهوية، ويُقوِّضُ الاقتصاد المحليّ بهجرة الكفاءات وانكماش الثقة
ولفت وزير الاوقاف والارشاد، إلى أن هذه السياسات اثرت على منظومة الحقوق الأساسية للمواطنين، من الاعتقال التعسفي، إلى الإخفاء القسري، وتجنيد الأطفال، وتقييد الحريات، بصورةٍ فاقمت معاناة اليمنيين جميعًا في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية
الوزارة في مواجهة الميليشياتخوض وزارة الأوقاف والإرشاد مواجهة عنيفة ضد ميليشيا الحوثي الارهابية المدعومة من النظام الايراني، وافكارها الطائفية المتطرفة التي تكرس فكر الولاية والحق الالهي في الحكم، وتحاول جاهدة الى عودة الوطن والمواطن الى عصر التخلف والجهل والمرض الذي رحل الى غير رجعه، وتعمل الوزارة بكل طاقاتها وامكانياتها لمواجهة هذه العصابة وافكارها الضالة، وتصحيح المفاهيم، وترشيد الناس الى الطريق الصحيح والسليم الذي يهدي الناس الى سواء السبيل
يقول الدكتور محمد شبيبة واجبنا الديني والوطني يقتضي أن نعمل لإطفاء جذوة هذا التعصّب بخطاب راشد يكشف زيف هذه المليشيات ويبين خطرها
ويشير الى ان الأحكامُ الشرعيةُ في باب التعصّب والطائفية واضحةُ الدلالة، فالتعصُّب الجاهلي محرَّم، إذ يورِث الظلم والبغي، وإثارة النعرات وإشعال العداوات بين المسلمين والاعتداء على المخالفين دينًا أو مذهبًا محظورٌ شرعًا، وصاحبُه آثم، والحاكم مسؤول عن ردعه حمايةً للسِّلم الأهلي
وأكد أن الخطابُ الديني الذي تتبنّاه وزارةُ الأوقاف قائمٌ على حماية الحقوق، وتجريم الاعتداء عليها، وتجديد معاني الأخوة الإسلامية ورفض التطرف والعنف، لأنه جزءٌ من مشروع الدولة في ترميم اللحمة الوطنية، ونبذ مشاريع الكراهية، والتكفير، والطائفية، التي غذتها عودة الإمامة بنسختها الحوثية
وأضاف شدّدنا في بياناتنا وتصريحاتنا على أنّ الدين لا يُختزل في جماعةٍ أو سلالة، وأنّ الدولة مسؤولة عن صيانة التديّن بوصفه ضميرًا عامًا لا وسيلة تسلّط
وأشار إلى أن وزارة الأوقاف والإرشاد ماضية في توحيد وترشيد الخطاب الدعوي على قيم الاعتدال والعقيدة الصحيحة، وتحصين المجتمع بالتعليم والقدوة والمؤسسة، ولهذا أبرمنا اتفاقية تعاون مع الأزهر الشريف لمساندة جهود قطاع الإرشاد والمعهد العالي للإرشاد لتأهيل المرشدين وعقد دورات مكثفة وبرامج علمية متخصصة
*سبأ نت/ أيمن بجاس