وزير الإعلام اليمني يطالب أوروبا بوقف بث قنوات الحوثيين: استمرارها «خيانة للقيم التي تزعم الدفاع عنها»

منذ ساعة

دعا وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني، اليوم الخميس، دول الاتحاد الأوروبي إلى إغلاق وسائل الإعلام التابعة لميليشيا الحوثي الإرهابية، والتي تواصل بثّها عبر الأقمار الصناعية الأوروبية، مؤكداً أن استمرارها يمثل خيانة أوروبية للقيم التي تدّعي الدفاع عنها، وتواطؤاً في نشر الكراهية والتطرف

وقال الإرياني في مقال بعنوان «لماذا لا تزال وسائل الإعلام الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران تبثّ برامجها إلى أوروبا؟»، إن من المذهل والمقلق للغاية أن تستمر الأقمار الصناعية الأوروبية في بثّ دعاية جماعة مسلحة يصنّفها كثيرون منظمة إرهابية، في وقت تدّعي فيه الدول الديمقراطية الدفاع عن حقوق الإنسان ومكافحة التطرف العنيف

وأوضح الوزير أن ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران تبثّ عبر قنوات مثل المسيرة وغيرها رسائل يومية تحرّض على الكراهية والعنف وتمجّد سفك الدماء، وتزرع أفكاراً متطرفة في عقول الأطفال، وتنشر العداء الطائفي داخل اليمن وخارجه

وأشار الإرياني إلى أن من أكثر مظاهر هذا الخطاب خطورةً الشعار الذي يُعرّف أيديولوجية الحوثيين ويُردّد يومياً في بثهم الإعلامي: «الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام»، معتبراً أنه ليس شعاراً سياسياً، بل دعوة صريحة للكراهية وتحريض مباشر على العنف ضد شعوب وأديان بأكملها

وأضاف أن تكرار هذا الشعار في البرامج التلفزيونية ونشرات الأخبار وبرامج الأطفال حوّله إلى سلاح نفسي يطبع الكراهية ويشرعن العنف ويضمن انتقال التعصب من جيل إلى آخر

وبيّن الإرياني أن الحوثيين يديرون باقة فضائية كاملة على شبكة يوتلسات الأوروبية، تضم قنوات دعائية وأخرى حكومية استولت عليها الميليشيا بعد اقتحامها مؤسسات الدولة في صنعاء، مثل تلفزيون اليمن وقناة سبأ وقناة الإيمان، مشيراً إلى أن هذه القنوات لا تزال تبثّ بشعارات الدولة اليمنية الرسمية، رغم أنها تحت سيطرة جماعة غير شرعية

وأكد الوزير أن سماح يوتلسات لهذه القنوات بالاستمرار في البث يشكّل انتهاكاً لمبادئ القانون الدولي والسيادة الوطنية، ويساهم في نشر التطرف وتقويض السلم المجتمعي

وأضاف: كل يوم تبقى فيه هذه القنوات على الهواء يعني مزيداً من الأطفال الذين يُلقَّنون أفكاراً متطرفة، ومزيداً من الكراهية المغروسة في العقول، وجيلاً جديداً يُفقد للتطرف، مشيراً إلى أن الأثر لم يعد نظرياً، بل ملموس في المدارس والمجتمعات اليمنية التي استبدلت التعايش بالخوف والتعصب

وانتقد الإرياني ما وصفه بـازدواجية المعايير الأوروبية، قائلاً إن الغرب أغلق مواقع إلكترونية وجمّد حسابات لمحتوى إرهابي على الإنترنت، لكنه يصمت تماماً عندما يُبثّ المحتوى ذاته عبر أقمار صناعية أوروبية، معتبراً أن هذا الصمت ليس حياداً بل تواطؤاً، ويقوّض المصداقية الأخلاقية للخطاب الأوروبي في الدفاع عن حقوق الإنسان

وشدد الإرياني على أن الفشل الأخلاقي لأوروبا يكمن في عجزها عن التمسك بالقيم التي تزعم الدفاع عنها، داعياً فرنسا وهيئة تنظيم الاتصالات المرئية والمسموعة الفرنسية (ARCOM) إلى اتخاذ إجراءات فورية لإلغاء تراخيص البث الممنوحة للقنوات الحوثية

وقال إن ما يفعله الحوثيون ليس عملاً إعلامياً بل آلة دعائية إيرانية الصنع وسلاح نفسي يستهدف تدمير النسيج الاجتماعي اليمني وتسميم وعي الأجيال

وختم الإرياني مقاله بالقول: إذا كان الغرب يؤمن حقاً بالحرية والسلام والكرامة الإنسانية، فعليه أن يلتزم بالمعايير نفسها التي يفرضها على الآخرين

إن غضّ الطرف عن دعاية الحوثيين ليس خطأً تقنياً، بل استسلامٌ أخلاقي، وسيسجّل التاريخ أولئك الذين اختاروا الصمت