وكالة أسوشيتدبرس: تصاعد الاحتجاجات في محافظة شرقية باليمن جراء انقطاع الكهرباء وتوقعات بتصاعدها

منذ 5 ساعات

تصاعدت الاحتجاجات في شرق اليمن لليوم الثالث على التوالي، حيث خرج مئات السكان، يوم الثلاثاء، في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، للتظاهر ضد الانقطاعات المتواصلة في التيار الكهربائي وسط موجة حر شديدة

وأفاد شاهد العيان سالم بن مبارك لوكالة أسوشيتد برس بأن المحتجين نصبوا الخيام في الشوارع، وأغلقوا الطرق، ورددوا هتافات مناهضة للحكومة المعترف بها دولياً والمتمركزة في عدن، مطالبين بعودة التيار الكهربائي

واندلعت الاحتجاجات يوم الأحد احتجاجاً على انقطاعات الكهرباء التي تجاوزت 19 ساعة يومياً، وفقاً لمسؤولين في مؤسسة الكهرباء بعدن، أرجعوا الأسباب إلى نقص الوقود

وقد تحدث المسؤولون شريطة عدم الكشف عن أسمائهم لعدم تخويلهم بالتصريح لوسائل الإعلام

وقال مسؤول أمني يُدعى أحمد الدحدوح إن المتظاهرين أشعلوا الإطارات وأغلقوا ميناء المدينة الساحلية في ذروة الاحتجاجات

كما حاصر المحتجون مبنى المؤسسة العامة للكهرباء بساحل حضرموت عصر الثلاثاء

ويرجع سبب أزمة الوقود إلى نقص واردات الديزل والمشتقات النفطية، إضافة إلى تفشي الفساد والعجز في الموازنة، وفقاً لتقرير صدر الثلاثاء عن مركز ساري غلوبال المختص بالتحليلات الجيوسياسية والأمنية لصالح منظمات غير حكومية وشركات

وأشار التقرير إلى أن رغم أن التدهور الاقتصادي وانقطاع الخدمات باتا من الواقع اليومي في جنوب اليمن، إلا أن حجم أزمة الكهرباء في المكلا وسرعة انتشار الاضطرابات تمثلان نقطة تحول خطيرة، محذراً من تزايد حدة عدم الاستقرار

كما أورد تقرير ساري غلوبال أن أزمة الوقود تفاقمت بفعل تعطل خطوط النقل نحو المكلا وإغلاق بعض محطات التوليد، في حين خفّضت شركة بترومسيلة إمداداتها إلى وتيرة أسبوعية بدلاً من اليومية

من جانبها، قالت مرجعية قبائل حضرموت، وهي هيئة تمثل قبائل المحافظة، في بيان صدر الاثنين إن سكان حضرموت يعانون منذ فترة طويلة من غياب أبسط مقومات الحياة اليومية، بما في ذلك الكهرباء والمياه والتعليم والرعاية الصحية، فضلاً عن تدهور العملة المحلية

وأضاف البيان: هذه هي الأسباب الجوهرية لما تشهده المكلا وبعض المديريات حالياً، وهي نتيجة تراكمات لا تزال حضرموت تعاني آثارها، مشيراً إلى أن الفساد الداخلي يمثل جزءاً من المشكلة

وفي سياق متصل، قالت المجلس النرويجي للاجئين في بيان الثلاثاء إن بعض مناطق اليمن تعاني من انعدام الأمن المائي إلى جانب أزمة الكهرباء، مضيفاً أن قلة هطول الأمطار الموسمية قد فاقمت الوضع المتدهور أصلاً، وسط توقعات بانخفاض نسبة الأمطار بما يصل إلى 40%

وفي تطور لافت، اعتقلت السلطات اليمنية الصحفي عبدالجبار باجبير، المدير العام لقناة TV3ad، يوم الاثنين خلال الاحتجاجات في المكلا، دون توجيه تهم واضحة، وفقاً لما ذكرته لجنة حماية الصحفيين، التي دعت إلى الإفراج الفوري عنه

وقال مدير برنامج اللجنة، كارلوس مارتينيز دي لا سيرنا، في بيان: اعتقال باجبير هو مثال آخر على الحملة المنهجية لإسكات الصحفيين في حضرموت والمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً

ويشهد اليمن حرباً أهلية مدمرة منذ عام 2014، حين استولى الحوثيون على العاصمة صنعاء ومعظم مناطق الشمال، مما أجبر الحكومة المعترف بها دولياً على الخروج إلى المنفى

وفي العام التالي، تدخل تحالف بقيادة السعودية ويضم الإمارات في محاولة لاستعادة الحكومة

ويسيطر المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات على أجزاء واسعة من جنوب البلاد، وقد أدت الحرب إلى تمزيق النسيج السياسي والإداري

ويطالب المجلس بانفصال الجنوب، ولديه قوات مسلحة خاصة متحالفة مع الحكومة المعترف بها دولياً في قتالها ضد الحوثيين