وكيل وزارة مصاب ويمشي بعكاز بعد أن تركته حكومة الشرعية فقيراً في قرية نائية (صور)
منذ 2 سنوات
عبدالهادي العزعزي وكيل وزارة الثقافة، علمًُ من أعلام اليمن الحقيقين، و مثقفيها الموسوعيين على ندرتهم ، تكتمل ثقافته بتلك القيم التي يؤمن بها العزيزي، كإنسان يحترم ذاته ومجتمعه وشعبه وصاحب موقف نقدي من كل ظواهر الفساد والفوضى والعبث والإخفاق، مما جعله نموذجا للمثقف العضوي، الجرامشي
يشكل العزعزي ظاهرة نسقية من القيم والثقافة معاً، يذكرنا بالرواد الأوائل من المناضلين الكبار، الذين جسدوا في حياتهم ومسيرتهم فكرة المثقف الحقيقي الرسالي،الذي يعيش في أوساط الناس ويعاني مثلما يعانون ويأكل مما يأكلون، ويشكوا مما يشكون، ويناضل من أجل الناس جمعياً
====================================للعزعزي حضوره الكبير في المشهد اليمني عموماً و مسكونُ بالشأن العام، كمناضل حقيقي، رافضاً للخروج مراراً إلا مرة واحدة للعلاج في القاهرة، وهي المدينة التي عاش فيها طويلا أثناء دراسته للماجستير
ذهب للعلاج وعاد سريعاً للداخل، وللقرية تحديداً، وهو وكيل وزارة بقرار سابق مذ كان للقرارات معنى وقيمة حقيقية
ولكنه وكيل بلا أي راتب ولا استحقاقات، وقد طُلب منه أن يخرج حتى يرتب وضعه كغيره من وكلاء هذه اللحظة الساقطة
لكنه رفض كل هذه الإغراءات بالخروج ومكث في قريته يفلح أرضه التي تسببت له بالكثير من المشاكل، التي كان أحدها موت ولده الأكبر معاوية رحمة الله عليه، في حادث أليم وهو يعمل في بناء خزان وسد للماء
يعاني اليوم الاستاذ القدير والمناضل الصلب عبد الهادي العزيزي، من إصابة جراء عمله بالارض وعاجز عن العلاج هذه المرة، في ظل هذه اللحظة المقيته التي تمر بها البلاد ككل، فيما يتمتع السفلة بالكثير من الامتيازات غير المشروعة
لك الله يا عبد الهادي العزيزي يا صديقي يا أنقى الأنقياء وأصدق الرجال أيها الإنسان الصلب والحقيقي والمكافح بشرف وكرامة وعزة نفس وإباء لا وجود له في قواميس لصوص هذه اللحظة جميعاً، بكل مسمياتهم و الذين لا يسوون معرفيا وقيمياً شعرة أو ذرة تراب في حذاء العزعزي
نبيل البكيري