ياسين التميمي : حملة مكثفة عن إنجازات المخا!!
منذ 3 ساعات
ياسين التميمي حملة دعاية موفقة قام بها المكتب السياسي للعميد طارق صالح مؤخراً
اعتمدت الحملة على منجزات ميدانية وخدمية في مدينة المخا وعدد من المناطق الواقعة تحت نفوذ العميد طارق، واعتمدت أيضاً على استقطاب مؤثرين من شرائح مختلفة في هذه الحملة، وظهر من بينهم للأسف أشخاصٌ لا يتمتعون بسمعة جيدة بفعل بذاءاتهم وإساءاتهم المتكررة للناس
شخصياً أثلج صدري ما تحقق في المخا في مجال الكهرباء والصحة والمياه، وأراحني مشروع الطريق الرابط بين المخا ومدينة تعز الذي يبدو أنه ينفذ بمعايير دولية، بانتظار أن يدخل في الخدمة وفق ما هو معلن
الحملة الدعائية تشير بوضوح إلى رغبة الداعم الإماراتي في تعظيم الفرص التنافسية لمركز طارق السياسي والجغرافي، والذي يشكل أنموذجاً مثاليا من وجهة نظر الداعم، من حيث كونه مركزا منفصلاً من الناحية الواقعية عن الشرعية رغم وجود العميد طارق في رأس
هرم هذه السلطة، وعليه لا يمكن احتساب منجزات المخا بأي حال على أنها منجزات للسلطة الشرعية
لفت نظري أيضاً حضور الإمارات كعنوان صارخ في معظم المشاريع، إذ تحمل أهم المشاريع التعليمية والطبية اسم الإمارات، وهذا الحضور استدعى حضوراً مقابلاً للسعودية من خلال المستشفى الميداني وربما مشاريع أخرى، وهو توجه رائع من شأنه أن يرشد الجموح الجيوسياسي للداعم الإماراتي
ما يحدث في المخا يجعلنا نتفهم لماذا تعيش العاصمة السياسية المؤقتة، أو العاصمة عدن كما يسميها المجلس الانتقالي في ظلام دامس وتعاني من تأثير صيف المدينة القائض، إلى جانب مظاهر الفشل العديدة
لكن ما هي الخطوة التالية؟ هل يمكن لنموذج النجاح المرتبط بدعم إماراتي مفتوح أن يفكر بخطوات عملية نحو عزل هذا النجاح وتسييجه بمكانة إدارية منفصلة، ولهذا ماله من خطورة خصوصاً أن توجهاً كهذا سيعني إعداماً جيوسياسياً لمحافظة تعز وتحييداً لكتلتها الديموغرافية الأكبر على مستوى اليمن
إن أفضل شيء يمكن أن يحققه العميد طارق هو احترام الشخصية الإدارية لمحافظة تعز وحدودها الجغرافية، التي ستفخر يوماً ما بما أنجزه في المخا وتعز في مرحلة شديدة الصعوبة واقتصاد منهار وميزانية متضعضعة