ياسين التميمي : معركة الزعيم الأخيرة: حين تعتقد أنك قوي بما فيه الكفاية
منذ 3 ساعات
ياسين التميمي #وثائقي_العربية عن المعركة الأخيرة لعلي عبد الله صالح(الزعيم)، لم يأت بجديد عما يعلمه معظم الناس بشأن نهايته المأساوية، لتبقى أهمية عمل كهذا في أنه يوثق للحظات حاسمة في حياة الشخص الذي اعتقد على الدوام أنه قوي بما فيه الكفاية وبارع بشكل كامل،وحكم البلاد على هذا الأساس لنحو 33 عاماً أتبعها بخمس عجاف خارج السلطة، خلّفت وراءها بلداً محطماً
أما الدرس الأهم من معركة صالح الأخيرة مع شركائه الانقلابيين المدعومين من إيران، فقد أظهرت الرجل الذي ادعى أنه أتقن فن الرقص على رؤوس الثعابين، فاقداً للحيلة والعزوة والترسانة، وهي المقومات الثلاثة التي منحته لعقود شعوراً بالزهو والثقة، وأغرته قبل وبعد مغادرة السلطة بإمكانية تجاوز ثورة الشعب، وسلطتها التوافقية، والتغلب على سلطة شركائه الانقلابيين التي نحتت وبسرعة كبيرة، من مقدرات صالح السياسية والعسكرية والقبلية، أكثر بكثير مما كان يتوقع، بفضل الأدوار المؤثرة لطيفٍ من المتخادمين مع الإماميين الجدد، خلال وبعد فترة حكمه الطويلة
وفي المحصلة كان صالح جزء أساسياً من الخديعة التي أحاطت بوصول شركائه إلى صنعاء وتمكينهم من سلب دولة اليمنيين قبل أن يلقى مصرعه وحيداً في مسقط رأسه (سنحان) الذي سقط اجتماعياً وأخلاقياً، ولم يرد جزء ولو يسيراً من الجميل المتمثل في عائدات السلطة الهائلة التي مُنحت لهذه المنطقة وأهلها خلال حكم صالح لليمن
وكان الرئيس الكارثي المنتخب عبد به منصور هادي يمارس الخديعة نفسها مضاف إليها خيانة القسم الدستوري، ليقع في أسر الأوهام بإمكانية تصفية ما كان يسميها مراكز القوى، ومن ثم الحكم بعيداً عن تأثيرها، مستندا إلى الوعود الخارجية بدعم حكمه الذي كان يفتقد لحكمة الرجال ومروءتهم، متجاهلاً بكل بلاهة خطورة أن تسكن في قلب حكمه وفي العاصمة عصابةٌ مسلحةٌ لديها تصور مغاير تماماً للحكم، وبديل كامل للسلطة القائمة، فاستحق الاثنان هذه النهايات المؤلمة والكرامة المهدرة رغم التلال العالية من الأموال التي جنوها
وفي المقابل يصرف هذا الوثائقي الأذهان إلى المعركة التي دارت في حاشد بقيادة أبناء الأحمر، وتلك التي خاضتها قوات العميد حميد القشيبي على مشارف عمران مدعومة بشباب متطوعين محسوبين على التجمع اليمني للإصلاح، والتي أثبتت أنها كانت بطوليةً وأخلاقيةً ومفصليةً في تاريخ الجمهورية اليمنية، وشاهدةً على حجم الخيانة الرئاسية وسوء تقدير الزعيم وحقده الأعمى، وكاشفةً لحقيقة المناعة العشائرية لطوق صنعاء الوهمي، تجاه الإماميين الجدد كما أكد على ذلك في هذا الفيلم الوثائقي، ضابطُ الحرس الخاص للزعيم، صادق الأكوع