يوتيوبرز اليمن في مواجهة القمع والتحريض

منذ 2 سنوات

تتزايد أعداد اليوتيوبرز في اليمن باستمرار، ويتضاعف إنتاج المحتوى الذي يقدمونه للمتابعين كل شهر

تحقق حساباتهم على يوتيوب الملايين من المشاهدات، وتحظى فيديوهاتهم بتفاعل واسع في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي

كلمات متعددة يستخدمها الجمهور اليمني لتقييم المحتوى المرئي، مثل “هادف، مستفز، سطحي، إيجابي”

منذ الشهر الماضي، أثارت بعض الفيديوهات التي أنتجها يوتيوبرز يمنيون غضب العديد من المتابعين في البلاد، وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملة انتقاد واسعة ضد عدد من صناع المحتوى على يوتيوب

منذ بدء الحملة على وسائل التواصل الاجتماعي بعنوان “حرام ما نسكت”، تفاعل الكثير من اليمنيين في صفحاتهم على “فيسبوك”، واعتبروا المحتوى الذي يقدمه بعض اليوتيوبرز “هابطًا”

آخرون لم يتفقوا مع تلك الآراء، وقالوا إن قمع صناع المحتوى أو إجبارهم على نشر محتوى محدد يعد انتهاكًا لحرية الرأي والتعبير

محمد عبدالكريم، ناشط إعلامي، يقول إن الهدف من الحملة هو رفع مستوى وعي المجتمع، ولفت انتباهه إلى التجاوزات التي يرتكبها بعض اليوتيوبرز

في حديثه لـ”المشاهد” يقول: “هنالك أشياء تحاك بقصد أو بغير قصد تستهدف ثقافة المجتمع وعقيدته عبر محتوى هابط يمس كرامة اليمنيين وكرامة المرأة اليمنية”

“من كان متضررًا من صناع المحتوى، كان يجب عليه أن يلجأ إلى القضاء، أما تبنى حملة تشهير وقذف وتحريض ضد الفتيات الإعلاميات والممثلات وصناع المحتوى، فهذا سلوك غير مقبول، وقمع لحرية التعبير”يشير عبدالكريم إلى أن الحملة بدأت بتقديم النصح والنقد البناء، لكن هناك صناع محتوى يتجاهلون آراء الجمهور

مضيفًا: “وبالتالي، طالب الكثير من مستخدمي التواصل الاجتماعي الغاء الاشتراك في بعض القنوات على اليوتيوب، وعمل بلاغات، وتقديم شكاوى “صناع المحتوى الهابط” إلى الجهات المعنية في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي”

 يضع عبدالكريم والكثير من أمثاله في مواقع التواصل الاجتماعي ثلاثة مطالب: أن يقوم اليوتيوبرز بتغيير عناوين الفيديوهات التي فيها نوع من الإيحاء الجنسي لجذب المشاهدين، وحذف المقاطع التي لا يوجد لها فكرة هادفة وتحتوي على تعبيرات سخيفة، والاعتذار للمشاهد والشعب اليمني بشكل عام على ما قدموه من محتويات غير لائقة

الكاتب عبدالواسع الفاتكي يرى أن بعض صناع المحتوى في اليمن يحرصون على تناول مواضيع جدلية لإثارة الرأي العام، وهدفهم لفت الأنظار إليهم بهدف الحصول على الشهرة، حتى وإن تعرضوا للنقد الجارح

ويضيف: “المحتوى المفيد هو الذي يخدم قضايا المجتمع، ويرتبط بهمومه، ويعمل على نشر الوعي والفكر، ويسهم في نصرة ومناصرة المظلومين”

في ديسمبر من العام الماضي، اعتقلت جماعة الحوثي في صنعاء ثلاثة من صناع المحتوى المؤثرين، أحمد حجر، وأحمد علاو، ومصطفى المومري، ووجهت لهم اتهامات عدة، منها “إذاعة أخبار كاذبة، وتحريض الناس على الفوضى”

  وطالبت النيابة العامة في يناير من هذا العام “بالحكم عليهم بأقصى العقوبات المقررة قانونًا”

 بعد ثلاثة أشهر من السجن، قالت وسائل إعلام تابعة لحكومة صنعاء، إنه تم الإفراج عن اليوتيوبرز الثلاثة بناءً على توجيهات من زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي

بعض صناع المحتوى في اليمن يحرصون على تناول مواضيع جدلية ……

وهدفهم لفت الأنظار إليهم بهدف الحصول على الشهرة، حتى وإن تعرضوا للنقد الجارح…

المحتوى المفيد هو الذي يخدم قضايا المجتمع، ويرتبط بهمومه

”يرى الفاتكي أن الحملة الأخيرة التي استهدفت العديد من اليوتيوبرز لا تخلو من التحريض العشوائي والانتقاد غير البناء، لأن أغلب الناقدين من فئة الوعاظ أو الشباب الذين يعتقدون وجود دعم خارجي للعديد من صناع المحتوى اليمنيين بهدف الترويج للانفتاح المرفوض

يقول سامي نعمان، صحافي يمني بتعز، إن هناك محتوى يمكن وصفه بأنه فارغ أو ضعيف، ولكنه ليس “هابطًا”، ويرى أن تقييم المحتوى بهذا اللفظ يهدف إلى التأثير سلبًا على سمعة صناع المحوى الذين يعملون بإمكانيات متواضعة

”بحسب نعمان، كانت الحملة التي استهدفت صانعي المحتوى المرئي في اليمن، قائمة على التشهير والتحريض، مضيفًا: “لم يحرض صانعو المحتوى على العنف، بل كانوا يناقشون المواضيع بسطحية وأسلوب شبابي، ولم نجد فيها مشهدًا خادشًا للحياء، وإذا وجد، ننتقد هذا المشهد، وليس كل ما يقدمونه”

يختم نعمان حديثه لـ”المشاهد”: من كان متضررًا من صناع المحتوى، كان يجب عليه أن يلجأ إلى القضاء، أما تبنى حملة تشهير وقذف وتحريض ضد الفتيات الإعلاميات والممثلات وصناع المحتوى، فهذا سلوك غير مقبول، وقمع لحرية التعبير”

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير